“نهاية العالم… كما نعرفه” رأى كاتب من اليمين الأمريكى المحافظ – 1
عدت من كندا إلى الشرق الأوسط ويغمرنى إحساس بأن هناك شيئاً مختلفاً فى الجو العام .
إحساس أبسط ما يقال عنه أنه غير مريح، وينبأ بإتجاهات مثيرة للقلق وتدعو للتأمل و التفكير، خاصة لمن ربطوا حياتهم بشكل من الأشكال بتلك المنطقة من العالم.
بعد ما بدا أنه هدوء نسبى أعقب “واقعة” 11 سبتمبر وتوابعها من حوادث مدريد و لندن وبالى… ، شعرت أن موجة أخرى بدأت- ربما منذ فترة – تسود فى العالم الغربى وبالأخص فى الولايات المتحدة وكندا . وحيث أنى لست فى موقع يسمح لى بالحكم على ما يحدث فى أوروبا بشكل مباشر و ملموس فاكتفى هنا بالحديث عما لمسته فى أمريكا الشمالية .
على مايبدو لى أن الموجة الاولى لرد الفعل الخارجى على أحداث 11 سبتمبر ، تمثلت بشكل واضح فى الحملة العسكرية على أفغانستان بعد عدة اسابيع من “الواقعة” ، ثم العراق بعد ما يقرب من عام ونصف عليها.
وداخلياً فى إجراءات مقيدة لكثير من الجمعيات والمنظمات الإسلامية …تشريعات وإجراءات تؤدى إلى مراقبة وتتبع أى أشخاص يشتبه في علاقتهم بأنشطة ترى الأجهزة الأمنية – خاصة فى الولايات المتحدة- خطورتها مثل “الباتريوت آكت” وبعض حوادث التحرش والإعتداء على مسلمين سواءاً من أفراد مهوسين أو من سلطات وأجهزة متشنجة….إلخ .
أقصد أن تلك الموجة الاولى من ردود الافعال كانت – على ما بدا لى – فى معظمها واضحة المعالم ، يشعر بها القاصى والدانى –خاصة ما يوصف منها بأنه رد فعل خارجى- وكان لها وقعا ما فتأ صداه يتردد بقوة حتى وقتنا هذا . كانت تلك الموجة فى معظمها تمثل اليد الثقيلة للدولة ..القوة الغاشمة…التشريعات التى تمر على الكونجرس ومجلس الشيوخ و تتناولها الآلة الإعلامية الهائلة ، فنسمع ونحس بها جميعاً .
وبالرغم من أنه منذ “الواقعة” وحتى الآن ، تكررت زياراتى لكندا مرات عديدة ، وقضيت فترات طويلة بين الاعوام 2003 وحتى 2006 هناك، فإننى لم اشعر بما يمكن تسميته بالموجة الثانية لرد الفعل والتى هى موضوع هذه الرسالة .
______________________________________________
“واقعة” سبتمبر…أو “قارعة” سبتمبر، لست متأكداً أى التعبيرين أفضل. إستخدمت يوماً تعبير القارعة مستعيراً إياه من كتاب قرأته عن إنطباعات عدد من الكتاب و المفكرين عن الحادث الأشهر ، وهو طبعاً تعبير قرآنى عن يوم القيامة . و الملفت أن محمداً –إبنى – إعترض على إستخدام الكلمة بإعتبار أنها –حسب النص القرآنى – لا بد وان تعنى “يوم القيامة” ! ولا أظن أن هذا الإعتراض له ما يبرره. وطبعاً “القيامة”و “الغاشية”و “الحاقة” و القارعة ” و”ا لواقعة” كلها تعبيرات قرآنية تعنى يوم القيامة إذا كان السياق متوافقاً، وأعتقد أنه لا يوجد تجاوز إذا أستخدمت للدلالة على أمر جسيم .
نعم…كان يلفت نظرى من حين لآخر عبارة مزعجة لمتحدث فى أحد محطات التليفزيون الأمريكية وأحياناً الكندية ، وكذا بعض الاحداث التى تداولتها الصحف ووسائل الإعلام، والكثير منها يتصل بوقائع لمحتجزين فى جوانتنمو …محاولات فاشلة لأشخاص يشتبه فى إنتمائهم لتنظيم القاعدة…إلخ.
لا يفتنى ايضاً بعض المواقف التى لم أكن لأعرفها لولا أن أيمن عاشور كتب عنها أو أرسل لى نسخا مما كتبه بخصوصها.
كعادتى عندما أزور كندا فإننى أقضى وقتاً لا بأس به فى متاجر الكتب . أحد هذه المتاجر و ربما أشهرها هناك هى تشابترز Chapters . وهى سلسلة من المتاجر ذات الفروع الضخمة و التى أجد متعة كبيرة فى قضاء الوقت فيها، ما وسعنى ذلك. فبالإضافة للمجموعات الهائلة من الكتب المتنوعة – خاصة الإصدارات الحديثة – فإننى أجد من الممتع أن أجلس لتصفح بعض الكتب التى تلفت نظرى فى أحد الأماكن المعدة لذلك الغرض داخل المتجر وذلك للتأكد من أنها تستحق الشراء . (إذا كنت شخصاً متقاعداً و لا يوجد ما يشغلك فيمكنك الجلوس يومياً للقراءة لما يقرب من 12 ساعة ولن يشكو أحد من ذلك…حقاً يالها من متعة ! ) .
الغريب أنه وقع فى يدى كتابان بالصدفة ، ولم يكن فى عنوان أى منهما ما يشى كثيراً بالمضمون، وكان الإثنان صادمان لى إلى حد كبير.
الكتاب الأول إسمه ” America Alone ” ومؤلفه يدعى Mark Steyn . الكتاب حجمه متوسط وكتب على أحد زوايا غلافه فى إطار لافت عبارة :
” soon to be banned in Canada ” !
وفى زاوية اخرى عبارة ” New York times BESTSELLER ” .
لا أذكر الآن أى العبارتين كانت السبب فى إلتقاطى الكتاب وتصفحى له . ربما كانت عبارة أنه ” سيمنع قريباً فى كندا ” حيث انها غير عادية …ولا أظن اننى رأيتها من قبل. وبالتأكيد فإن عرض الكتاب مع مجموعة الأكثر مبيعاً للنيويورك تايمز كان السبب الذى جعله فى أحد أماكن الصدارة فى “تشابترز”.
ما اذكره جيداً أن عبارة قرأتها على الغلاف الخلفى للكتاب كانت السبب الرئيسى فى إهتمامى به :
ملحوظة: العبارات بين القوسين من عندى وليست من النص الاصلى.
… It’s the end of the world as we know it
Someday soon, you might wake up to the call to prayer from a muezzin. Europeans already are(!). And liberals will still tell you that “diversity is our strength” – while Talibanic enforcers cruise Greenwich Village burning books and barber shops, theSupreme Court decides sharia law doesn’t violate the “separation of church and state” , and the Hollywood Left decides to give up on gay rights in favour of the much safer charms of polygamy(!).
If you think this can’t happen, you haven’t been paying attention, as the hilarious, provocative, and brilliant Mark Steyn – the most popular conservative columnist in the English – speaking world-shows to devastating effect.
The future, as Steyn shows, belongs to the fecund (productive/fruitful) and the confident. And the Islamists are both, while the West is looking ever more like the ruins of a civilization.
But America can survive, prosper, and defend, its freedom only if it continues to believe in itself, in the sturdier virtues of self-reliance-not government -, in the centrality of family, and the conviction that our country really is the world’s last best hope.
Mark Steyn’s America Alone is laugh-out loud funny- but it will also change the way you look at the world.
أعتقد أن الأسطر السابقة كافية لإثارة فضول أى متابع للشأن الإسلامى ، ولا شك أنه إذا كان الكتاب قد نجح فى شىء فقد نجح فى جذب الإنتباه بشكل يجعل من الصعب تجاهله .
الكتاب – بالنسبة لقارىء مسلم – هو هجوم عنيف وقاس …على كل شىء له صلة بالإسلام والمسلمين . أسلوبه ساخر لدرجة تجعلك أحياناً لا تملك إلا الضحك حتى تستلقى على قفاك ! وهو فى نفس الوقت سم زعاف، وهجوم عنيف وقاس من كاتب محترف و على قدر لا بأس به من الإطلاع و المتابعة لما يحدث فى العالم الإسلامى ويبدو أنه معروف فى الولايات المتحدة وكندا إلى حد ما.
سأحاول فى مجموعة من الرسائل القادمة نقل أهم ما ماجاء فى هذا الكتاب العجيب من معلومات و أفكار والتى قد تكون حيناً حقائق صادمة، وحيناً آخر- حسب ما بدا لى- زيف رخيص وتضليل وفى كثير من الأحيان مبالغات سخيفة وفجة.
والله المستعان على ما يصفون.
مرفق لكم أيضاً ، بعض مقتطفات مبدئية من الكتاب و أرجو أن يكون فى هذا ما يفيد.
20 October, 2009 في الساعة 7:13 pm
this is a test comment